فـــــــــــي المِــــــــــرآةِ أُشبِهُنــــــــــي /بقلم/ سليمان دغش
فـــــــــــي المِــــــــــرآةِ أُشبِهُنــــــــــي /بقلم/ سليمان دغش كأنّي داخِلَ المرآةِ أُشبِهُني رأيتُ ملامِحي فيها، سألتُ النَّفسَ مُرتَبِكاً بِها وَلَها : أأنـا أنــا ؟! أم أنّني ظِلٌ لِوهمٍ كِدتُ أَحسَبُهُ أنـا وَنَسيتُ في زَبَدِ الحَياةِ بأنَّها كَفُقاعَةٍ تَطفو قليلاً فَوقَ سَطحِ الماءِ قَبلَ زَوالِها وَكَأنَّها لا يَومَ طافَتْ في حِسابِ الدَّهرِ والبَحرِ الكَبيرِ السّرمَدِيِّ حَقيقَةً وَمَتاهَةً للعابِرينَ شواطِئِ الأبَدِيَّةِ البَيضاءِ، خاتِمَةِ الشَّرائعِ والنِّزاع الدُّنيَوِيِّ عَلى السَّماءِ بِما يُسَوّي الأرضَ فِردَوسَ المَحَبَّةِ، لمْ يَعِدْ أحَداً بِهِ أبَداً أرى جَسَدَينِ مُنفَصِلَينِ في المِرآةِ، يَبتَعِدانِ يَقتَرِبانِ حَدَّ الصِّفرِ أو أدنى ولا يَتَقابَلانِ فَكَيفَ يُمكِنُ للظِّلالِ لِقاءَ هَيئَتِها على وَهمِ المَرايا؟! رُبَّما كُنا هُنا وَهماً يُحاولُ فهمَ أسرارِ الوُجودِ عَلى مَرايا الماءِ، إنَّ الماءَ أصدَقُ أو أشَفُّ وَنَحنُ مِنهُ وَفيهِ نَلهَثُ خَلفَ ماءِ سرابِنا العَبَثِيِّ هَلْ كانَ السَّرابُ دَليلَ وَهمِ الماءِ في الصَّحراءِ لا أَحَدٌ يَدُلَّكَ فالدّ